إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
شرح كتاب الآجرومية
108700 مشاهدة
على

...............................................................................


وأما ( على ) فإنها أيضا من حروف الجر، فتقول مثلا: رَقَيْتُ على الجبل، قال تعالى وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ وقال تعالى: فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ كل هذه أسماء دخل عليها حرف ( على)، فيقولون: إنها تفيد ثلاثة أشياء: تفيد اسمية مدخولها، أنها لا تدخل إلا على الاسم، وتفيد الحكم عليه بالجر، أن كل ما دخلت عليه فإنه مجرور، وتفيد أمرا معنويا، وهو العلو، أو الاستعلاء، فإنها تفيد العلو، إذا قلت مثلا: رقيتُ على السقف، صعدت على الجبل، ومثلها: وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ كل هذا دليل على الْعُلُوِّ، أي: الارتفاع، فأفادتنا هذه الثلاثة الأمر المعنوي: وهو العلو.